يقول الأديب الراحل توفيق الحكيم "المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ"، فلا يخفى عنا أن ما نعانيه اليوم هو أزمة ثقة في شتى المجالات وخصوصا المجال الاقتصادي! لأننا مع الأسف فقدنا القادة الذين يضعون مصلحة الآخرين في المقام الأول، وعليه أصبحت الثقة معدومة في هؤلاء القادة الذين دخلوا مجال الاقتصاد بأرصدة بنكية متواضعة وبفترة وجيزة أصبحوا من أصحاب الملايين نتيجة صرفهم لأنفسهم أجور ومكافآت خيالية من أموال المؤسسات التي يديرونها مبررين ذلك عن تحقيقهم لأرباح عالية وبالفعل ما هي إلا محصلة تقييمات وهمية! و إليكم هذه الحادثة والتي تبين مدى اختلاف رجال الأمس عن اليوم، يروى أن رجل من الكويتيين القدامى كان يتاجر بأموال الناس وفي يوم تعرض لخسارة أدت إلى قسمة غرماء لكل من يطلبه وعليها حلل هذا التاجر من أي التزام، ولكن سرعان ما بدأ يشغل من جديد وبكل جهد واضعا أمامه هدف يريد أي يحققه وهو تعويض من دخل هذه القسمة! مع العلم أنه شرعا لا أحد يطلبه بعد هذه القسمة إلا أنه بعد هذا التعب دعا لجمع كل من دخل القسمة ومن لم يكن موجود فدعا ورثته، وفعلا استطاع أن يجمعهم وأخذ يقنعهم بأنه مدين لهم ويريد أن يقضي ما تبقى من دين فرفضوا في بداية ولكن بإصرار منه قبلوا عرضه. هذا الرجل اسمه عبدالقادر بن جاسم القناعي، والد المحامي والكاتب محمد عبدالقادر الجاسم.
اليوم، مع الأسف قليل ما نرى رجال يتحلون بهذه الأخلاق! فالأغلبية يتصرفون بأموال المساهمين بتهور غير مبالين ما مستقبل هذه الأموال، فمع الأزمة المالية التي تعصف بالعالم بشكل عام والكويت بشكل خاص، مازلنا نرى استهتار في إدارة أموال المساهمين. من أشكال هذا الاستهتار المبالغة في الرواتب والمكافآت‘ فهنالك مؤسسات تستعين بأجانب بمرتبات ضخمة لا تقل عن الستة آلاف، غير بدلات السكن التي لا تقل عن الألف دينار والرسوم الدراسية للأبناء......إلخ. وهذا يحقق ما صرح به اليوم رئيس مجلس إدارة نور للاستثمار السيد/ ناصر المري، أن الشركات المساهمة معرضة للإفلاس في غضون ثلاثة سنوات!
في النهاية أختم كلامي بالمثل الكويتي "جنب مو جنبك، جره على الشوك".
السبت، 30 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق