الاثنين، 28 ديسمبر 2009

ما أشبه اليوم بالبارحة

أقتبس إليكم من جريدة الوطن رسالة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبد الله السالم الصباح، هذه الرسالة تبين مدى رقي العلاقة بين الحاكم والمحكوم في دولة الكويت منذ القدم، حيث يعاتب الشيخ عبد الله السالم أبناء شعبه كما يعاب الأب ابنه حين يخطئ. وسبب نقلي لهذه الرسالة إيماني بأبناء شعبي حينما يقرؤوها سترف قلوبهم ويتخلوا عن كل مصالحهم ومشاكلهم الشخصية التي زجوا بها البلد بقصد أو دون قصد لأزمة تلوى الأخرى، ويضعوا مصلحة الكويت فوق هذه الاعتبارات تلبية لرغبة الذي ناضل طوال حياته ليرى بلده وشعبة في مقدمة الدول.
إليكم نص الرسالة:

شعبي العزيز:
من الواضح الجلي أنني سعيت وما زلت اسعى الى توفير جميع اسباب الرفاهية والطمأنينة لبلادنا العزيزة في السر والعلن. وما زلت اسمع ما لا أحب ان اسمعه عن بعض الشباب الذين لا يقدرون عواقب الامور ولا ينظرون النظرات البعيدة ولكني اتحاشى تكديرهم راجيا ان ينتبهوا من انفسهم ويسمعوا نصائح العقلاء ولقد نبهت المرة تلو المرة عن تكدير العلاقات بيننا وبين جميع أصدقائنا وإخواننا من العرب وذلك حسبما تقتضيه مصلحة البلاد. اذ لا فائدة لنا من تكدير علاقات يجب المحافظة عليها طيبة ما امكن ولكن هؤلاء الشباب ركبوا رؤوسهم وتعاموا عن المصلحة العامة حتى بلغ بهم الجهل الى التمادي عليَّ شخصيا في المجتمعات على الرغم مما عرف عن عهدي من رفاهية وخيرات نحمد الله عليها ويغبطنا عليها الكثير من الأمم. اما الاخطاء والانتقادات التي يرون انها موجودة في بعض الدوائر فإنها اخطاء لا تخلو منها أي بلد مهما بلغ من التمدن والنظام وهي حالات سائرة الى التعديل والاصلاح في القريب العاجل ان شاء الله. ولقد اوعزت بردع هؤلاء عن التمادي في جهلهم مؤملا ان يكون بذلك سد ثلمة قد تأتينا منها ريح لا نريدها. وكما قيل: «ومن السموم الناقعات دواء». واني ارجو كافة افراد الشعب العزيز ان يهتموا بصلاح امورهم الخاصة وإن بابي مفتوح لمن يتقدم باقتراح أو شكوى أو بيان صحيح ففي ذلك تعاون صحيح بين الحاكم والمحكوم ووطنية صادقة. اما الجهل فعاقبته معروفة. والله يهدي الجميع.

* هذا البيان اصدره المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح في الرابع من فبراير من سنة 1959.. «الوطن» تعيد نشره اليوم.. مع تأكيد مقولة «ما أشبه اليوم بالبارحة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق